طرحت هذا السؤال على نفسي مرات عديدة، أعرف أن الرئيس ينام على فراش وثير، أو بالأحرى أطن أنه ينام على فراش وثير وغطاء دافئ، ربما أيضاً ملون بالأحمر والأخضر والأصفر. أعتقد أنه يملك إلى جانب الفراش مصباحاً ضوئياً جميلاً، أقول ربما أن ذلك المصباح يدور ويرسل نغمات جميلة. ربما تكون الإضاءة في غرفة نوم الرئيس مدروسة بعناية، لكي لا تتعب عينيه، خاصة وأنه طبيب عيون. ولكن يبقى السؤال كما هو، كيف ينام الرئيس؟؟
في تلك الليلة التي عرف فيها بشار، أن فرنسا وأمريكا اتفقتا على اعتبار سورية بلداً محتلاً للبنان وعليها الخروج فوراً، كيف نام الرجل.
وفي الليلة التي سبقت ذهابه إلى الأحباب في السعودية، ليشد ظهره بهم، ويجابه القرار 1559 كيف نام الرئيس؟ هل تغطى جيداً ورأى في منامه أن السعوديين، سيرفعون رؤوس العرب ويقولون: لا علاقة لأمريكا بقضية تخص سوريا ولبنان وحدهما. ونحن مع سورية في خندق واحد. هل تذكر بشار الأسد، في تلك الليلة، كيف أن النعمان بن المنذر، ملك العرب ، التجأ إلى قبيلة هانئ بن مسعود الشيباني فأجاروه وقاتلوا معه كسرى وهزموا جيشه شر هزيمة؟ هل قال الأسد الابن في نفسه"سأنام حتى الصباح، وغداَ الإخوان في السعودية سيحلون المسألة بوقفة رجل".
السؤال الأصعب، والذي يحيرني، كيف نام ملك العرب عندما عاد من السعودية وعرف أن القوم لم يكونوا هانئ بن مسعود الشيباني، وأن سيوفهم تتراقص في الأغاني وليس في مكان آخر؟؟ هل نام في تلك الليلة عند الساعة الثامنة قبل أن يسمع الأخبار؟ أو أنه سمعها وعلم منها أن هانئ طلب هذه المرة من النعمان أن يطيع كسرى لأن الظروف الدولية قد تغيرت؟.
قد تكون ليلة كئيبة تلك التي علم فيها بشار أن مجموعة من الأقزام في لبنان، قد ارتدوا عن عبادة والده الراحل، وبدأوا يعبدون أمريكا. أليست ليلة حزينة، عندما يصبح جنبلاط صغير لبنان، يتكلم كما الضباع، ويستقبل من أكبر الشخصيات العربية ناهيك عن العالمية. لا حظوا أنني أتكلم عن جنبلاط، الذي لا يعرف كيف يتكلم ، ولا يستطيع أن يبني جملة واحدة، ولا يعرف أن يبقى يوماً واحداً على رأي ادعاه أو مقولة قالها. رجل قتل آلاف اللبنانيين، أصبح زعيما سياسياً، وأصبح يتكلم بالوصاية وبالقرارات الدولية وأسلحة حزب الله. أرجو أن لا يكون الرجل كجورج بوش يضعون له ورقة فيقرأها.
وكما تسائلت عن ليلة الأسد بعد عودته من الرياض، أتسائل عن ليلته بعد لقاء المصريين؟ ولكن صدقوني فإن تانك الليلتين لم تكونا شيئا أمام الليلة التي سمع فيها الرجل، أن سورية تحتل ليس فقط أراض لبنانية وإنما تحتل أيضاً أراض أردنية، وأن عليها أن تعي حقيقة واحدة، أن إرادة المجتمع الدولي لا تقبل احتلال أرض الغير. ربما كان الرئيس متعباً من النعاس عندما سمع تلك الكلمات، فقال" لا لا" لعل الجيران قالوا إسرائيل، لذلك أعاد الاستماع وبتفاؤل للنشرة اللاحقة فتأكد، فقال، كما يقول إخواننا في الأردن" ول ول ومياتنا وكهربتنا " .
كيف نام بشار الأسد، وهو يسمع ويرى في كل ليلة، العرب والعجم، يعلنون أن سورية دولة تدعم إرهاب الحجارة ضد الطائرات عن طريق السماح بوجود مكاتب لبعض المنظمات الفلسطينية في دمشق. وأن سورية تحارب إرادة العالم أجمع عندما تدعم المجاهدين في العراق ضد أمريكا المسكينة؟
الرجل يحاول أن يوضح للعرب أولاً، أن إسرائيل هي التي تحتل أرض الغير، وأن عشرات القرارات الدولية قد صدرت ضدها ولم تنفذ منها واحداً... يا عالم والله أمريكا هي التي احتلت العراق متحدية إرادة الشعوب قبل الحكومات... يا خلق والله إننا نحب الشعوب العربية كلها... يا بشر والله لقد ساهم آباؤنا بتحرير معظم البلاد العربية واسألوا ثرى فلسطين ومياه مصر.. .
أقول للرئيس إن كان يسمعني: لقد ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي. فلا تناد في القبور فإن الميت لا يحيى.
وبالنتيجة، هل نام بشار الأسد ملئ عينيه بعد كل هذا؟ أم قضى نصف الليل يتسائل عن المكان الذي ضاعت فيه كرامة الأمة ورجولتها؟ هل نام في تلك الليالي بعض الوقت فرأى في نومه، أن خيول العرب واقفة على بوابات سوريا تحرسها؟ هل رأى في منامه أن الحكومات العربية كشرت عن أنيابها في وجه أمريكا؟ أنا سمعت أن الرئيس يرى في منامه عندما تغفو عيناه، أن الحكومات العربية كشرت عن أنيابها لكنها نهشت دمشق العروبة....... .
لا يزال الحديث عن ليالي بشار طويلاً. ولكنني حباً في الاختصار سألت والدي: كيف ينام بشار الأسد؟ قال لي وهو يغالب النعاس وبلهجته العتيقة" ها ومين قَلَّكْ إنّو بِنامْ". أدركت في تلك اللحظة أن أبي ينام أفضل بكثير من بشار الأسد، أردت أن أقول له ذلك، ولكنني وجدته استغرق في النوم. وتذكرت أبا العلاء: وكيف تنام الطير في وكناتها وقد نصبت للفرقدين الحبائل
سيادة الرئيس ، أسفي على لياليك التي تضيع من بين جفونك، وأسفي عليك كم ستصبر على أمة باعت نخيلها، وقطعت زيتونها. لك عندي وصفة سحرية ترقد العيون وتغمض الجفون وتهدأ الذهون. عليك بشعبك فإنه جبار وسواعده فتية، لا تراهن إلا عليه، فهو هانئ الشيباني لا سواه. نظرة عميقة يا سيادة الرئيس إلى الداخل، وسترى صخوراً وجلاميدَ تحمي الوطن بسواعدها كما بعيونها، وإذا أردت النوم بعمق فتذكر قولة رسول كسرى لما قال :حكمت فعدلت فنمت
ا ........
الأحد أغسطس 02, 2015 7:36 pm من طرف رائـــــد
» التعليق العربي للعبة pes2015 بيس بصوت المشوف رؤوف بن خليف مع الشرح
الثلاثاء يوليو 28, 2015 5:56 am من طرف رائـــــد
» هكر فيس بوك خاااارق Hacker facebook خطيير تحميل مباشر مجاني
الثلاثاء يوليو 28, 2015 5:20 am من طرف رائـــــد
» شرح بالصور\فك تشفير القنوات من الألف إلى الياء وبسهولة عن طريق S2emu و V-plug
الأحد ديسمبر 21, 2014 3:00 pm من طرف ahmedmedo
» أجمل وأروع وأفضل موقع عربي لتحميل الألعاب للكومبيوتر
الأحد نوفمبر 09, 2014 5:12 am من طرف بشير بوقطاية
» شرح بالصور\طريقة عمل برنامج المحادثة نيمبوز(nimbuzz) .. البرنامج اللي يفتح كل ايميلاتك بايميل واحد
الإثنين يوليو 21, 2014 4:39 pm من طرف shaher
» الموازنات التقديرية بالاكسل من البداية للنهاية
الإثنين يونيو 09, 2014 1:43 am من طرف emadsmr
» قصة مؤثرة جدا ... لا تفوتك.. أرجو القراءة
الثلاثاء مايو 20, 2014 1:05 am من طرف محمد مكاراتي
» سؤال للبنات وسؤال للشباب الكل يفوت ويجاوب بصراحة!
الثلاثاء مايو 20, 2014 12:44 am من طرف محمد مكاراتي