كان ياما كان في قديم الزمان , كانت هناك ارض واسعة و كبيرة مترامية الأطراف تمتد على مد النظر
و تصل حدودها حتى عتبات الشمس الدافئة 0
جبالها عالية و أنهارها عاتية ربيعها اخضر و أرضها أمل و ترابها جنة للتائهين 0
و كانت تعيش على هذه الأرض عائلة كبيرة مؤلفة من عدد لا يحصى من الآباء و الأمهات و الأبناء 0
كان الجميع يعيشون في ألفة و محبة , يجمعهم حبهم لأرضهم و وطنهم , يسيرون بقوة نحو مستقبلهم يتطلعون
إلى غد مشرق مفعم بالأمل و رغبة بالعيش في سلام و وئام مع جيرانهم 0
لكن بوجود أناس يحملون صفات الجشع و الطمع دوام الحال سيكون من المحال , ففي احد الأيام شاهد
احد الغرباء هذه العائلة الكبيرة و حسدها على أرضها و حياة أبنائها و كيانها و قرر أن يجمع رفاقه
و يستولي عليها بالقوة ثم يقوم بتفكيكها و إبعاد أبنائها عن وطنهم و جذورهم 0
اجتمع الغريب مع أصدقائه يجمعهم المصالح المشتركة و جشعهم و أطماعهم و بدؤوا التخطيط و التدبير
و التقسيم و توزيع الممتلكات فيما بينهم 0
و في ليلة حالكة السواد هاجم الغرباء ارض هذه العائلة في غفلة منهم و بدؤوا القتل و التدمير و التهجير
و سحق كل شيء في طريقهم 0
مجزرة وراء أخرى , و إبادة وراء إبادة , في كل مكان و كل زاوية في السماء على الأرض , جثث و أشلاء
هنا و هناك دمار و حرق و تقتيل 0
حاول أبنائها الدفاع عنها و لكن بدون جدوى لقد سحق العديد منهم و طرد البعض الآخر إلى الجبال
و الغابات و البراري 0
و هكذا استولى الغرباء على الأرض و الشعب و التاريخ و قاموا باقتسام الغنيمة فيما بينهم إلى أربعة
أقسام
كل اخذ نصيبه و بدأت محاولات قتل الروح و إحراق الأرض0 حاولوا أن يجعلوا من وجوده
بلا تاريخ حاولوا أن يجعلوا من أبنائه وجوهاً بلا ملامح أو صفات أو هوية 0
ظل الأبناء المشردين في الجبال يقاسون البرد و الجوع و الألم و عيونهم المليئة بالدموع ترنوا إلى أرضهم
و أبنائهم الذين بقوا تحت رحمة المحتل يقاسون حياة مفعمة بالمرارة و الأسى و الحسرة
لقد غدر بهم الزمان و أولاهم ظهره و رأوا وجهه البشع و المظلم 0
ظلوا تائهين لسنوات طويلة بلا وطن بلا هوية يكتبون تاريخهم على الجبال على الصخور على أوراق كل شجرة
غنوا أناشيدهم على هدير الينابيع الذاهبة إلى الوطن و على صوت الرياح الباردة التي سكنت أعماق روحهم 0
لقد أصبحت حياتهم كسفينة في عرض البحر تتلاطمها الأمواج من اليمين و اليسار 0
لكن نور الوطن كان يطغى على عقولهم و تفكيرهم يوحدهم هدف واحد لا يحيدون عنه ابداً و هو استرجاع
أرضهم و حقهم و حريتهم و مهما كلفهم ذلك 0
و هكذا بدأ صراع مرير لإثبات و جودهم و حقهم و بدؤوا الهجوم في كل مكان و بكل الوسائل بالكلمة بالسلاح
بالصبر بتحمل الألم و القهر و العذاب 0
اتخذوا من جبالهم و وديانهم منطلق نحو وطنهم و شعبهم نضال و كفاح لسنوات طويلة 0
أزهق خلاله الكثير من الأرواح تيمت الأبناء ثكلت الأمهات سحقت الأجساد تحت حوافر خيول أعدائهم
احرقوا بلهيب النار عذبوا حبسوا قتلوا 0
لكن شمس الأمل يبزغ دائماً و هكذا بعد كل الألم و المعاناة استطاع أخيرا قسم من هؤلاء الأبناء أن يطردوا
الغرباء من احد الأجزاء الأربعة إلى خارج أرضهم و استطاعوا أن ينهضوا بوطنهم من جديد
الوطن الذي سجنه المستعمر طويلاً و قطع عنه هوائه و روحه و حريته 0
رفعوا راياتهم عالياً وسط فرح عارم و نفضوا عنها غبار الزمن الأسود الذي غطى أرضها و سماءها
بدؤوا الاهتمام بوطنهم من جديد فأصبحت قوية شامخة و كبيرة ترفع رأسها عالياً بين جيرانها و تفتخر بأبنائها
الذين أعادوها و عادوا إليها 0
لكنها رغم النصر الكبير ظلت تنظر بحسرة و الم إلى أقسامها الباقية التي بقيت أسيرة لدى الغرباء
و ظلت تحاول مد يد العون إليهم كلما استطاعت ذلك 0
وأصبحت هي و أبنائها ينتظرون اليوم الذي يجتمعون فيه من جديد في وطن واحد و شعب واحد
الأحد أغسطس 02, 2015 7:36 pm من طرف رائـــــد
» التعليق العربي للعبة pes2015 بيس بصوت المشوف رؤوف بن خليف مع الشرح
الثلاثاء يوليو 28, 2015 5:56 am من طرف رائـــــد
» هكر فيس بوك خاااارق Hacker facebook خطيير تحميل مباشر مجاني
الثلاثاء يوليو 28, 2015 5:20 am من طرف رائـــــد
» شرح بالصور\فك تشفير القنوات من الألف إلى الياء وبسهولة عن طريق S2emu و V-plug
الأحد ديسمبر 21, 2014 3:00 pm من طرف ahmedmedo
» أجمل وأروع وأفضل موقع عربي لتحميل الألعاب للكومبيوتر
الأحد نوفمبر 09, 2014 5:12 am من طرف بشير بوقطاية
» شرح بالصور\طريقة عمل برنامج المحادثة نيمبوز(nimbuzz) .. البرنامج اللي يفتح كل ايميلاتك بايميل واحد
الإثنين يوليو 21, 2014 4:39 pm من طرف shaher
» الموازنات التقديرية بالاكسل من البداية للنهاية
الإثنين يونيو 09, 2014 1:43 am من طرف emadsmr
» قصة مؤثرة جدا ... لا تفوتك.. أرجو القراءة
الثلاثاء مايو 20, 2014 1:05 am من طرف محمد مكاراتي
» سؤال للبنات وسؤال للشباب الكل يفوت ويجاوب بصراحة!
الثلاثاء مايو 20, 2014 12:44 am من طرف محمد مكاراتي