انه نزار قباني الشاعر الذي جعل من القصيدة الشعرية صورة تشكيلية تموج فيها الألوان الربيعية وتتدلى من أحرفها أزهار الفل والياسمين وتتحول فيها وجوه العاشقين الى تفاح شامي تشتد احمرارا كلما ازداد عشقا.
اسمه أثار الجدل منذ أن أصدر ديوانه الأول [قالت لي السمراء] عام 1944م لكونه أسس منذ بداياته مدرسة شعرية وفكرية خاصة اشتهرت بجرأتها في الحديث عن المرأة التي أراد يعشقها بكل ما فيها جسدا وروحا كتب عن المرأة ووصفها بدقة كما لم يسبق لأحد أن وصفها حتى قبل أنه عرف المرأة وحفظها بكل تفاصيلها وحيثياتها أكثر من المرأة نفسها.
حمل لواء المرأة وأقام ثورات للمطالبة بحقوقها موجها أقسى العبارات الى الرجل الشرقي الذي لم يقدر قيمتها فتحدث عن الحبلى والمطلقة والعاشقة و بالرغم من ذلك انقسمت ردود الفعل على كتاباته وسمع صوت نسائي مفاجئ يناهض اراءه التي اعتبرت مجحفة في حق المرأة التي لم يرى فيها سوى [جسد] جميل متجاهل بذلك كل امكانياتها وطاقتها العقلية والروحية ووجد البعض أنه من غير المنصف اعتباره شاعر المرأة لكونه أظهرها كمجرد سلعة رخيصة اذ كانت معظم بطلات قصائده فتيات [منحلات أخلاقيا] أو فتيات يعشن في أجواء بوهيمية منفلتة.
والجدل حول نزار لم يتوقف في ما يخص كتاباته عن المرأة فقط فبعد اصدار ديوانه [قصائد من نزار قباني] عام 1956م حصلت نقلة نوعية قي شعره اذ اعتبرت قصيدته [خبز وحشيش وقمر] صدمة حقيقية لأنصاره وخصومه على حد سواء،فقام من خلالها بانتقاد المجتمع العربي بطريقة لاذعة وارتفعت صرخة عالية ضد قصيدة نزار السياسية اذ لم يتقبل البعض كيف يمكن لشاعر الغزل والمرأة والهوى أن يتعاطى السياسة في قصائده معلنا الحرب على المجتمع الذي ينتمي اليه،الا ان العاصفة التي أثارتها تلك القصيدة لم تغرق سفينة نزار قباني الذي أصر على مواصلة الايجاز في ميدان السياسة للاعلان عن رأيه الصريح والجريء كشاعر ومواطن ضد كل شواذ يشهده وطننا العربي من تخاذل وخمول وذل وكانت الذروة في ديوان [هوامش على دقتر النكسة] الذي اظهر هزيمة العرب على أيدي الاسرائيليين على أساس انه واقع مذل لا يليق بتاريخنا العربي العريق وقد استمر في النقد السياسي بحيث كان يكتب من العاصمة البريطانية لندن قصائد تهز العالم العربي وتفتح قضايا للنقاش ومن أبرزها تلك التي نشرت في التسعينيات مثل [متى يعلنون وفاة العرب] التي لاقت روجا غير مسبوق وبالرغم من أصوات المعارضين ضد كتاباته السياسية الا ان هناك الكثير ممن وجدوا في نقد نزار للقضايا السياسية ترجمة حقيقية للسان حالهم حتى قيل انه برع في أشعاره التي تتناول قضايا الوطن والنقد السياسي أكثر من أشعاره العاطفية.
وأخيرا مهما علت الأصوات بين معارض ومؤيد لأشعار نزار الا انه لا يمكننا سوى التأكد على أنه شاعر شكل حالة استثنائية من الصعب أن تتكرر اذا لم نقل انه من المستحيل فقد عرف كيف يخرق بكلماته جدار الطبقة المثقفة ليصل الى الشعب بكل أطيافه شاعر كان وما زال مثيرا للجدل ومهما اختلفت الاراء حول شعر نزار الا انه لايسعنا سوى احترام ذاك القلم المبدع الذي غاص في أهم المواضيع الانسانية بأحساس مرهف وأسلوب ابداعي خاص وبعد مرور 10 أعوام على وفاته ما تزال أشعاره مادة دسمة للنقاش وستستمر حتى بعد 100 عام لأنه شاعر من الطراز الذي يصعب ايجاده.
الأحد أغسطس 02, 2015 7:36 pm من طرف رائـــــد
» التعليق العربي للعبة pes2015 بيس بصوت المشوف رؤوف بن خليف مع الشرح
الثلاثاء يوليو 28, 2015 5:56 am من طرف رائـــــد
» هكر فيس بوك خاااارق Hacker facebook خطيير تحميل مباشر مجاني
الثلاثاء يوليو 28, 2015 5:20 am من طرف رائـــــد
» شرح بالصور\فك تشفير القنوات من الألف إلى الياء وبسهولة عن طريق S2emu و V-plug
الأحد ديسمبر 21, 2014 3:00 pm من طرف ahmedmedo
» أجمل وأروع وأفضل موقع عربي لتحميل الألعاب للكومبيوتر
الأحد نوفمبر 09, 2014 5:12 am من طرف بشير بوقطاية
» شرح بالصور\طريقة عمل برنامج المحادثة نيمبوز(nimbuzz) .. البرنامج اللي يفتح كل ايميلاتك بايميل واحد
الإثنين يوليو 21, 2014 4:39 pm من طرف shaher
» الموازنات التقديرية بالاكسل من البداية للنهاية
الإثنين يونيو 09, 2014 1:43 am من طرف emadsmr
» قصة مؤثرة جدا ... لا تفوتك.. أرجو القراءة
الثلاثاء مايو 20, 2014 1:05 am من طرف محمد مكاراتي
» سؤال للبنات وسؤال للشباب الكل يفوت ويجاوب بصراحة!
الثلاثاء مايو 20, 2014 12:44 am من طرف محمد مكاراتي